تقميط الطفل الرضيع، و هو لفّ طفلك الرضيع بشكل مريح في بطانية
للدفء والأمن. و التقميط أيضا يمنعه من أن يؤذي نفسه بسبب ردّات فعله
العشوائية، كما يساعده على البقاء دافئا في أيامه الأولى إالى أن ينتظم
عمل منظم حرارته الداخلي . كما أن معظم الأمهات يستعملن التقميط لمساعدة
الطفل الرضيع ليصبح هادئا.
من المحتمل جدا أنك لن تترك المستشفى بدون إعطائك شرحا عن هذه التقنية.
بعد أن تأكّدي من أن طفلك الرضيع ليس جائع، مبلّل، أو متعب حاولي أن
تقمطيه. سوف يعطي الطفل الرضيع الإحساس بالتقيد الذي إعتاد عليه داخل الرحم
، الأمر الذي سوف يشعره بالأمان و يساعده على الإسرخاء و النوم.
عندما يبلغ طفلك عمر الشهر ،يجدر التوقّف عن تقميطه و هو مستيقظ، و ذلك
حتى لا يؤثر ذلك في تطور قدرته على الحركة. لا مانع من الأستمرار بتقميط
طفلك أثناء نومه. عندما يصل إلى المرحلة التي يستغني فيها عن التقميط،
تأكدي أنه سوف يعلمك بذلك سواء بالبكاء أو الرفس.
كيفية إجراء التقميط
- - تفرد بطانية صغيرة على سطح مستوي، ثم تطوى الزاوية العليا من جهة اليمين إلى الداخل لحوالي 6 بوصات.
- - يضع الطفل الرضيع على ظهره و رأسه على الطيّة.
- - تسحب الزاوية قرب يدّ الطفل اليسرى فوق جسمه، وتدس تحت ظهره على الجانب الأيمن تحت ذراعه.
- - تسحب الزاوية السفلية إلى أسفل ذقن الطفل فوق القطعة المذكورة في الخطوة السابقة.
- - تلف الزاوية الطليقة من جانب ذراع الطفل الأيمن ويدس تحت الظهر على جانبه اليسار.
يفضّل بعض الأطفال الرضّع في سن معينة، أن تكون يديهم محرّرة، لذا قد تفضّلي تقميط طفلك من تحت ذراعيه حتى يستطيع تحريكهما بحرية.
مساوئ التقميطالتقميط هي عادة منتشرة في كثير من بلدان العالم الثالث، وبخاصة
المنطقة العربية والهند وأفريقيا، وهي ظاهرة سلبية تؤثر على نمو الطفل
وعلى تكوينه شخصيته، مما يرفع من عصبية الطفل، ذلك أن التقميط يحرم الطفل
من الحركة الطبيعية والتعرف على أجزاء جسمه، وبالتالي تعيق النمو العقلي
واستيعاب الأبعاد الثلاثية، ذلك أن الطفل بحركته وبلعبه يجرب، ويتعلم من
خلال التجريب والإحساسات التي تتسارع على دماغه النامي.
إلى جانب التأثير السلبي على النمو العقلي والدماغي للطفل فإنك تجد أن
كثيراً من الآثار السلبية الجسمية الناجمة عن التقميط مثل خلع الورك وما
شابه ذلك.
إلا أنه من الملاحظ أن هذه العادة الضارة بنمو الطفل تجد شيوعاً
واستحساناً عند الكثيرين، ومنهم مؤلف هذا المقال، وبالتالي فإنه من
المتوقع أن يحتدم النقاش حول هذه العادة وشيوعها. من أسباب انتشار العادة
واستحبابها من قبل أجيال من الأمهات مايلي:
- العادة مستأصلة في مجتمعاتنا، وبالتالي تجد صعوبة في إقناع الناس أن ماعهدوه عن آبائهم وأمهاتهم غير صحيح.
- من ناحية أخرى فإن تقميط الطفل يريح المرأة من تحمل واجبها تجاه النظر
إلى الطفل، باعتبارها تكون مطمئنة أن طفلها حينما يكون مقمطاً (أي مربطاً
غير قادر على الحركة) لا يستطيع أن يؤذي نفسه، وهي بالتالي تكبل الطفل
لترتاح هي، كسلاً منها في العناية بطفلها وأداء دور الأمومة الحقيقي
برقابة الطفل وحمايته من كل مكروهٍ دون الحاجة إلى تكبيله.
- الكثير من الزملاء الأطباء مقتنعون بهذه العادة قناعة غير مبررة
تبريراً علمياً بل هي من أنواع الفخر بكل عادة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم،
فيكون تحليلهم للأضرار والمنافع منحازاً قبل أن يبدأو في التحليل، وأكثر
من ذلك انتشار العادة وفوائدها المزعومة بين القابلات والممرضات وغيرهم من
أفراد الطواقم الطبية العاملة في رعاية الأطفال!
- الأمراض النفسية كالإستشفائية spitalismus
ومن أضرار التقميط العصبية التي نشاهدها في أطفالنا وفي الكبار أيضاً
والتي تسمى بالإنجليزية hyperactivety والتي تعني عصبية الطفل وقلة تركيزه
في المدرسة، يقدر عدد من العلماء أنها بسبب حرمان الطفل في شهوره الأولى
من الحركة الحرة ومن معرفة حدود أطرافه.