أرَق عـــلى أرَقٍ وَمثــلي يَــأرَقُ
جُــهدُ الصِّبابَـة أن تَكـونَ كَمـا أُرى
مــا لاحَ بَــرقٌ أو تَــرَنَّمَ طــائرٌ
جَـربتُ مـن نـار الهـوى مـا تَنطَفي
وعَــذَلْت أهـلْ العِشـق حَـتى iiذُقْتُـه
وعَــذَرْتُهم وعَــرفتُ ذَنْبـي أننـي
أبنِــي أَبينــا نَحـنُ أهـل مَنـازِل
نَبكـي عـلى الدنيـا ومـا مـن مَعْشَرٍ
أيــنَ الأكاســرة الجبَــابِرَةُ iiالأُلـى
مِـنْ كُـلّ مَـنْ ضـاقَ الفَضاءُ بجيشهِ
خُــرس إذا نُـودوا كـأًنْ لـم يَعْلَمـوا
فـــالموتُ آتٍ والنفــوسُ iiنَفــائِسٌ
وَالمــرء يَــأْمُلُ والحيَــاةُ iiشــهيةٌ
ولقـد بَكَـيت عـلى الشـبابِ وَلِمّتـي
حَــذَرا عَليــهِ قَبــل يَـومِ iiفِراقِـهِ
أمّـا بَنـو أوس بـنِ معْـنِ بنِ الرِّضَى
كَــبرتُ حَــولَ دِيـارِهِم لَمـا iiبَـدَت
وعَجــبتُ مـن أرض سـحاب iiأكـفهم
وتَفــوحُ مـن طيـب الثًّنـاءِ iiرَوائِـح
مســـكيةُ النفَحـــاتِ إلا أَنهـــا
وجَــوًى يَزيــدُ وَعَــبرَة تَـتَرَقرَقُ
عَيْـــن مســهدة وقَلــب iiيَخــفِقُ
إلا انثنيــتُ ولــي فُــؤاد iiشَــيِّقُ
نــارُ الغَضــا وتَكـلُّ عَمـا يُحـرِقُ
فعجـبتُ كَـيفَ يَمـوتُ مَـنْ لا يَعْشَقُ
عَــيرتُهُم فلقيــت منــهُ مـا iiلَقُـوا
أبَــداً غــرابُ البَيْـنِ فيهـا يَنعَـقُ
جَــمَعَتهُمُ الدُّنيــا فلــم يَتَفَرّقُــوا
كَـنَزوا الكُنـوز فَمـا بَقيـن ولا iiبَقُـوا
حــتى ثَــوى فَحـواه لَحْـدٌ iiضَيـقُ
أن الكَــلامَ لَهُــم حَــلالٌ iiمُطْلَــقُ
والمسُــتَعزَ بِمــا لَديْــهِ iiالأحْــمَقُ
وَالشَــيب أَوْقَــرُ والشــبيبةُ iiأَنْـزَقُ
مُســوَدةٌ وَلمــاءِ وَجــهي رَونَـقُ
حَــتى لكـدت بمـاءِ جَـفني iiأشـرَقُ
فــأعزُّ مَــن تحـدى إليـه iiالأينُـقُ
منهـا الشـموس وَليس فيهـا المشـرِقُ
مــن فَوْقهــا وصُخورهـا لا تُـورِقُ
لَهُـــمُ بكــل مكانَــةٍ iiتُستَنْشَــقُ
وَحشـــية بســـواهُمُ لا تعبَـــقُ
موضوع: شعر للشاعر المتنبي 
