استقر
''سيدي معمر'' بتنس هذه المدينة التي تعتبر من المدن الجامعية على غرار
مدينة بجاية شرقا وتلمسان غربا. هذا القطب الثلاثي الذي قصده كثيرا من
العلماء والمفكرين قصد إثراء قدراتهم العلمية والمعرفية.
وبمسجد''سيدي
بومعزة'' الذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن العاشر، لقن ''سيدي معمر''
تعاليم ديننا الحنيف والسنة النبوية الصحيحة لسكان مدينة تنس والمدن
المجاورة لها حتى حدود شرشال شرقا وحدود جبال الظهرة غربا.
لما
استقر ''سيدي معمر'' بتنس لاحظ أن المهر الذي كان يطلبه أولياء العروس
لأهل العريس مرتفع ما انجر عنه عزوف الشباب عن الزواج وقد وصل الأمر
بالأولياء إلى طلب وزن بناتهم ذهبا.
ولتشجيع
الشباب على الزواج، فكر ''سيدي معمر'' في تغيير نظرة الأولياء بالتركيز
على مذهب الإمام مالك ''المهر الأدنى المحدد في المذهب المالكي ما قيمته
ربع دينار قديم من الذهب الخالص أو 3 دراهم من الفضة الخالصة''.
طبق ''سيدي معمر'' هذا المذهب بعناية كبيرة وحدّد المهر بربع دينار وحذر كل من يخالف هذا المذهب.
على
العموم، فإن العرس يقام ببساطة كبيرة والتحضيرات له لا تكون شاقة ولا تكون
مكلفة وفي متناول الجميع لأن باستثناء ربع الدينار لا يطلب أهل الفتاة
شيئا.
أما الجهاز الذي يهديه العريس، فإنه يتكون في الغالب من برنوس ومنديل أحمر وحايك ومرآة وحنة وتتم مراسيم الزواج بتواضع كبير.
ترتدي العروس يوم زفافها كل ما أهداها زوجها من برنوس وحايك وتلف رأسها بالمنديل الأحمر وتضع فوق جبينها المرآة. يأخذ العروس أحد من أهلها على ظهره ولما تصل إلى بيتها الجديد يدخلها نفس الشخص إلى غرفتها.
تجدر الإشارة فقط إلى أن الشخص الذي يحمل العروس يجب أن يكون قريبا جدا منها، كأن يكون والدها أو أخاها أوعمها أو خالها.
لا زالت حتى يومنا هذا بعض العائلات بغرب العاصمة وحتى جبال الظهرة تطبق تعاليم ومذهب هذا الرجل الصالح.