لم تكن كلمات
"الشيخ" رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائرين والتي قالها للاعبيه
يوم أمس عقب إكتمال تعداد الفريق في معسكره بمركز "كوفير تشيانو"
بفلورانسا الإيطالية، والذي نقلته وسائل الإعلام المتواجدة هناك بصحبة
البعثة، ليقتصر تأثيرها فقط على اللاعبين، بل امتد لجميع أبناء الشعب
الجزائري الذي زاد تعاطفه مع المدرب القدير، وتمنى تحقيق التأهل لنهائيات
كأس العلم من القاهرة، ليس لأن ذلك إنجاز للوطن فحسب، بل أيضاً إنجاز
للرجل الذي عانى متاعب وضغوط لم يكن ليتعرض لها لولا عمله في هذا المجال.
رابح سعدان انتظر حتى يوم أمس ليلقي خطابه المؤثر للاعبين قبل التدريبات،
والذي زاد من إصرارهم ليس فقط على التأهل من القاهرة في يوم 14 نوفمبر، بل
أيضاً تحقيق الفوز، وذلك حتى لا يشكك أحد في إنجاز الفريق أو أحقيته في
التأهل.
ونقلت "الهداف" الجزائرية حوار المدرب مع لاعبيه يوم أمس، والذي طالبهم
فيه بوضع المباراة في حجمها الطبيعي، قائلاً "أمامكم 90 دقيقة هي بمثابة
مباراة العمر لتشاركوا في الحدث العالمي الكبير .. أنتم تعرفون أن كثير من
النجوم تألقت في أندية كبيرة بالعالم، ولكنهم لم يحظوا بهذا الشرف، وفي
الوقت نفسه لا أريدكم أن تعطوا اللقاء أكبر من حجمه، وعليكم فقط أن تفكروا
في الشعب الجزائري ومدى فرحته إذا تحقق هذا الحلم."
وفي مقطع آخر من الحوار، طالب سعدان أي لاعب يشعر بعدم قدرته على تحمل
الضغط بأن يصارحه بذلك، فهو لن يسقط من نظره، بل على العكس سيحترمه كثيراً
على صدقه وصراحته وشجاعته أيضاً، وقال "لا أحتاج في هذا اللقاء إلى نصف
لاعب، أو من لا يدخل اللقاء بكامل إمكانياته، أحتاج إلى لاعبين جاهزين
100% وأكثر لأنها مباراة تخص الرجال فقط."
وانتقل سعدان للحديث عن موقفه من المنتخب المصري، قائلاً "المصريون يعلمون
أننا أفضل منهم لذا فان التأهل لن يفلت منا على شرط أن تلعبوا بامكانياتكم
بدون زيادة أو نقصان .. أريدكم أن لا تعتبروا اللقاء خاصاً أو تغيروا من
طريقة لعبكم، والتركيز سيكون على 90 دقيقة فقط وليس قبلها، وأن تضعوا في
أذهانكم أنكم فعلاً الأحسن."
أما أكثر اللقطات تأثيراً فكانت في نهاية الحديث، عندما قال "الشيخ" "لا
أريد أن أنهي مشواري بطريقة غير مشرفة، فالإقصاء من هذه المنافسة سيجعلني
أخرج من الباب الضيق، لذا أقول لكم من فضلكم لا تجعلوني أخرج من الباب
الضيق، لا تجعلوني أعيش أوقات أخرى صعبة في حياتي وأنا في هذه السن."
وقال في الختام "يا أولادي بصراحة لا أرغب في العودة من القاهرة بالتأهل
فقط، بل تحقيق الفوز أيضاً حتى لا يشكك أحد في أحقية الجزائر في التأهل
إلى النهائيات."