فتح الميم
كان شلبي الشميل من فلاسفة الطبيعة و في طليعة الشعراء, و قد سمع من مي زيادة دات يوم قصيدة مطلعها:
هو الحب إكسير الحياة بلا مرا لولا ما كان الوجود كما ترى
فضحكت الأديبة و قالت : صدقت و لكن إعتراضي شديد على كلمة * بلا مرا* فإني أخشى أن يفتح القراء ميمها
بين شريك و معاوية دخل شريك بن الأعور على معاوية و كان دميما *قبيحا* فقال له معاوية إنك لدميم و الجميل خير من الدميم ’و إنك لشريك و ما لله شريك ’ و إن أباك أعور و الصحيح خير من الأعور فكيف سدت قومك؟
فقال له شريك : إنك معاوية و ما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت الكلاب و إنك ابن صخرو السهل خير من الصخر , و إنك لابن حرب و السلم خير من الحرب ’ و إنك لابن أمية و ما أمية إلا امة صغرى ’ فكيف صرت أمير المؤمنين ؟ ثم خرج من عنده و هو يقول :
أيشتمني معاوية بن حرب و سيفي صارم و معي لساني
و حولي من بني قومي ليوث ضراغمة تهش إلى الطعان
يعير بالدمامة من سقاه و ربات الخدود من الغواني بدلة واحدة لاحظ خليل مطران أن حافظ إبراهيم لم يكن يرتدي إلا بدلة واحدة قديمة العهد عندما كان منشغلا بترجمة * كتاب البؤساء لفكتور هيجو* فسأله : لمادا لا أراك في هده البدلة؟ ’ فأجاب حافظ : لان فيها صفتين من صفات الله : القدم و الوحدانية.
الفقير و الغنييمشي الفقير و كل شيء ضده و الناس تغلق دونه أبوابها
و تراه مبغوضا و ليس بمدنب و يرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إدا رأت دا ثروة خضعت لديه و حركت أدنابها
و إدا رأت يوما فقيرا عابرا نبحت عليه و كشرت أنيابها