دكر في قصة نظمها أن إبنة أحد أمراء نجد , و أسمها دعد كانت شاعرة بليغة و أميرة فاتنة فخطبها إلى أبيها جماعة كبيرة من كبار الأمراء ’ فأبت الزواج إلا من رجل اشعر منها . فنظم شاعر تهامي قصيدة و ركب ناقته قاصدا نجدا , و في الطريق مر ببعض أحياء العرب , فأضافه كبير الحي و سأله عن حاله فأخبره ’ و أطلعه على القصيدة , فقتل الرجل و حفظ القصيدة و دهب إلى المراة ليخطبها .
فسأله من أي الديار أنت ؟ فأجاب من العراق . فلما سمعت القصيدة رأت بيتا يدل أن قائلها من تهامة فصرخت بقومها : هدا قاتل بعلي . فقبضو عليه و استنطقوه ’ فإعترف و قيل : سميت * اليتيمة * لانها قتلت ناظمها أو لانه لم يعرف قائلها و هي تنوف على الستين بيتا و فيما يلي أبيات منها:
لهفي على دعد و ما خلقت إلا لطول تلهفي دعد
بيضاء قد لبس الأديم أديم الحسن , فهو لجلدها جلد
و يزين فوديها إدا حسرت ضافي الغدائر فاحم جعد
فالوجه مثل الصبح مبيض و الشعر مثل الليل مسود
ضدان لما استجمعا حسنا و الضد يظهر حسنه الضد
و تريكعرينها به شمم و تريك خدا لونه الورد
و لها بنان لو أردت له عقدا بكفك أمكت العقد
و بصدرها حقان خلتهما كافورتين علاهما ند
ما عابها طول و لا قصر في خلقها فقوامها قصد
إلا لم يكن وصل لديك لنا يشفي الصبابة فليكن وعد
إن تتهمني فتهامة وطني أو تنجدي إن الهوى نجد
و زعمت أنك تضمرين لنا و دا فهلا ينفع الود
و إدا المحب شكا الصدود لم يعطف عليه ’ فقتله عمد
نختصها بالود ’ و هي على ما لا نحب فهكدا الوجد
ليكن لديك لسائل فرج أو لم يكن ..فليحسن الرد
هوامش: الاديم:الجلد-الفودان: جانبا الرأس مما يلي الأدن-ضافي الغدائر: طويل الخصلات و الشعر هو المقصود-العرين:الانف-شمم:ترفعو كبرياء-الند: عود طيب الرائحة-قصد: سوي معتدل - تتهمي : تنتسب إلى تهامة - تنجدي : تنتسبي إلى نجد