في رحاب القران

في رحاب القران
القلب الذي لا يفرح هو قلب قاس لم يعد فيه حد للحب
.....تزف لابن آدم بشرى فيفرح... و ينتصر على عدوه فيفرح...و قد ينال مرتبة دينية أو منزلة دنيوية فيفرح...إنها الطبيعة التي تتميز بها النفس البشرية تطمح دوما إلى المزيد و تريد فقط ما يسرها و يدخل عليها البهجة .
و الفرحون في الحياة كثيرةن و الباكون أكثر لأن الدنيا تضحك في وجه إبن آدم يوما و تكشر له عن أنيابها دهرا . و الفرحون يختلفون بطبيعة الحال في موضوع الفرح , بإختلاف أحوال الدنيا , و تقلبها بأهلها , ففرح المسلم غير فرح الكافر , و فرح الصحيح المعافى غير فرح المريض العليل , و فرح من يعرف نعمة الله و يقدرها غير فرح الجاحد لأنعم الله . و نحن المسلمين أمرنا الله أن نفرح بلإسلام و القرأن لأنهما من فضل الله و رحمته على الامة.

قال تعالى:" قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" و أما القلب الذي لا يفرح فهو القلب القاسي الذي لم يبقى بداخله محل للحب.
إن الغيث إذا نزل بإرض جرداء لا تنبت فإنه لا يفيد فيها شيئا و لو ينزل بأرض خصبة مستعدة للزرع و النبات يكون مفيدا نافعا مع قلته أو كثرته فكذلك القلب
و قد جاء في كشف السرائر : أن الفرح يفسر على ثلاثة أوجه:
أحدها:يكون بمعنى البطر والمرح لقوله تعالى "لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين"
يعني لا تبطر إن الله لا يحب المرحين البطرين . و كذلك قوله تعالى:"إنه لفرح فخور" يعني : لمرح بطر و قوله تعالى :"ذلكم بما كنتم تفرحون في الارض بغير الحق و بما كنتم تمرحون "يعني : بما كنتم تفرحون و تبطرون بالخيلاء و التكبر.
ثانيا : يكون بمعنى الرضا, قال عز و جل :" كل حزب بما لديهم فرحون" أي : راضون و قوله تعالى :"فرحون بما عندهم" أي راضوا بما عندهم من العلم.
ثالثهما: يكون بمعنى السرور , قال تعالى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة و فرحون بها " أي : سرو بها . هذا و قد فرق العلماء بين الفرح و الاستبشار في كون الفرح يقع بعد الحصول على ما يرغب فيه الانسان بينما الاستبشار يكون قبل حصوله .