زيادة " ما " بعد بعض حروف الجر
تزاد كلمة " ما " بعد بعض أحرف الجر فلا تكفها عن العمل ، وتزاد بعد البعض الآخر فتكفه عن العمل ، وذلك على النحو التالي :
أولا ـ الحروف التي تزاد بعدها " ما " فلا تكفها عن العمل :
1 ـ تزاد بعد " من " نحو قوله تعالى : { مما خطيئاتهم أغرقوا }1 .
2 ـ تزاد بعد " عن " نحو قوله تعالى : { عما قليل ليصبحن نادمين }2 .
3 ـ تزاد بعد الباء " : نحو قوله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم }3 .
وقوله تعالى : { فبما رحمة من الله لنت لهم }4 .
ثانيا ـ الحروف التي تزاد بعدها " ما " فتبطل عملها :
تزاد " ما " بعد " رب " ، و " الكاف " فتبطل عملهما ، وذلك بإجماع النحاة ، ويختص دخولهما على الجمل . مثال زيادتها على " رب " :
12 ـ قول الشاعر جذيمة الأبرش :
ربما أوفيت في علم ترْفَعَنْ ثوبي شمالاتُ
الشاهد قوله : ربما ، حيث أوصل الشاعر " ما " بـ " رب " فكفتها عن العمل ، واختص دخولها على الجملة الفعلية المبدوءة بالفعل الماضي ، لأن الأصل في " رب " التقليل ، أو التكثير ، وهما إنما يكونان فيما عرف حده ، ومن هنا قل دخولها " رب " المكفوفة على الأفعال المضارعة ، فإن دخلت ظاهرا على المضارع ، فإيما أن يكون الفعل مؤولا بالماضي ، وإما أن يقدر مدخولها ماضيا .
72 ـ ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا }5 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 25 نوح . 2 ـ 40 المؤمنون . 3 ـ 154 النساء .
4 ـ 159 آل عمران . 5 ـ 2 الحجر .
ومثال زيادتها على " الكاف " :
13 ـ قول نهشل بن حري :
أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه
14 ـ ومنه قول زياد الأعجم :
فإن الحمر من شر المطايا كما الحَبِطات شرَّ بني تميم
والشاهد في البيتين قولهما : " كما سيف " ، و " كما الحبطات " فنلاحظ أن كلمة سيف جاءت مرفوعة على الابتداء ، ولم تعمل فيها الكاف ، لكف عملها بـ " ما " ، وكذلك الحال في " الحبطات " فقد رفعت على الابتداء ، ولم تعمل فيها الكاف المكفوفة بـما ، ومن الملاحظ أن " كما " لا تختص بالدخول على نوع معين من الجمل ، بل يشمل دخولها الجمل الاسمية ، والفعلية على حد سواء .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ جواز حذف متعلق الجار والمجرور .
يجوز حذف متعلق الجار والمجرور إذا دل عليه دليل ، وذلك في الإجابة على سؤال السائل الذي يقول : من كم متجر اشتريت ؟ فتجيب " من متجرين " .
ومن كم كتاب استقيت ؟ فتجيب : " من كتابين " .
والتقدير : اشتريت من متجرين ، واستقيت من كتابين .
فحذف متعلق الجار والمجرور وهو الفعل اشترى ، والفعل استقى لدلالة الفعل المذكور في السؤال على المحذوف .
2 ـ وجوب حذف متعلق الجار والمجرور ، إذا كان " كونا عاما " أي : مقدرا بمثل : موجود ، ومستقر ، وكائن ، وحصل ، وكان ، واستقر .
وذلك إذا كان الجار والمجرور متعلقا بالمحذوفات التالية :
* متعلقا بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . نحو : الكتاب في الحقيبة ، والماء في الكأس . فالجار والمجرور " في الحقيبة " ، و " في الكأس " متعلقان بمحذوف واجب الحذف هو الخبر .
* متعلقا بمحذوف صلة الموصول . نحو : تفوق الذي في فصلنا . فالجار والمجرور " في فصلنا " متعلق بمحذوف واجب الحذف تقديره " استقر " لأن صلته لا تكون إلا جملة .
* متعلقا بمحذوف صفة . نحو : صافحت رجلا في السوق . ففي السوق جار ومجرور متعلقان بمحذوف واجب الحذف في محل نصب صفة لرجل .
* متعلقا بمحذوف حال . نحو : قابلت محمدا في المدرسة . في المدرسة جار ومجرور متعلقان بمحذوف واجب الحذف في محل نصب حال ، وصاحب الحال " محمد " .
ويلاحظ أن المتعلق بمحذوف الخبر ، أو الصفة ، أو الحال فيجوز تقدير المحذوف : بـ " كائن ، أو مستقر " ، ويجوز تقديره : بـ " كان ، أو استقر " .
3 ـ تحذف بعض حروف الجر قياسا في المواضع التالية :
أ ـ يحذف حرف الجر مع وجود الأحرف الثلاثة الآتية : " أنْ ، أنَّ ، كي " .
نحو قولنا : دهشت أن أقنعت خصومك . والتقدير : من أنْ أقنعت خصومك .
ونحو : توقعت أنك لم تحضر . والتقدير : بأنك لم تحضر .
73 ـ ومنه قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }1 .
والتقدير : بأنه لا إله إلا هو .
ونحو : حضرت كي أزورك . والتقدير : لكي أزورك .
ب ـ وحذف حرف الجر قياسا قبل تمييز " كم " الاستفهامية المسبوقة بحر جر .
نحو : بكم ريال اشتريت الثوب . والتقدير : بكم من ريال .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 18 آل عمران .
ج ـ يحذف حرف الجر قياسا إذا اقترن بما يدل عليه .
15 ـ نحو قول الشاعر :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
الشاهد قوله : ومدمن ، فقد جر بحر جر محذوف دل عليه حرف الجر الموجود في كلمة " بذي " ، لأن مدمن معطوف عليها ، والتقدير : اخلق بذي الصبر ، وبمدمن القرع .
74 ـ ومنه قوله تعالى :
{ وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار }1 .
والتقدير : وفي اختلاف الليل والنهار .
4 ـ تحذف " رب " ويبقى عملها في المواضع التالية :
أ ـ بعد الفاء ـ وهذا كثير ـ
16 ـ كقول امرئ القيس :
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
الشاهد : فمثلك ، حيث جرها بـ " رب " المحذوفة بعد الفاء .
ومنه قول الآخر :
فحورٍ قد لهوت بهن عِينٍ نواعم في المروط وفي الرياط
الشاهد : فحور ، والتقدير : فرب حور ، بحذف رب بعد الفاء .
ب ـ وتحذف " رب " بعد الواو ـ وهو كثير أيضا ـ .
17 ـ ومنه قول امرئ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
الشاهد : وليل ، والتقدير : ورب ليل ، فحذف رب بعد الواو .
ــــــــــــــ
1 ـ 4 الجاثية .
ومنه قول الآخر :
" وجيش كجنح الليل يزحف بالحصا "
ج ـ كما تحذف " رب " بعد بل ـ وهذا قليل ـ .
18 ـ كقول رؤبة بن العجاج :
" بل مهمهٍ قطعت بعد مهمهة "
الشاهد : بل مهمه ، والتقدير : بل رب مهمه ، فحذف رب بعد بل وهو قليل .
ومنه قول الآخر :
بل بلدٍ ملء الفجاج قتمه لا يشترى كَتَّانه وجهرمه
د ـ وتحذف رب ويبقى عملها دون الحاجة إلى الأحرف السابقة ، وهذا أقل من حذفها بعد بل .
19 ـ نحو قول جميل بن معمر :
رسمِ دار وقفت في طلله كدت أقضي الحياة من جلله
الشاهد : رسمِ دار ، في رواية الجر ، على اعتبار أن كلمة " رسم " قد جرت بحرف الجر " رب " فحذفت رب من غير أن تكون مسبوقة بأحد الأحرف الثلاثة التي ذكرناها سابقا وهي : الفاء ، والواو ، وبل . وقد ذكر ابن عقيل في شرح الألفية أن ذلك شاذ والله أعلم .
المجرور بالإضافة
تعريف : هي نسبة اسم إلى آخر على تقدير حرف الجر ، لتعريف الأول بالثاني ، أو تخصيصه ، أو تخفيفه .
نحو : هذا كتاب محمد . هذا كتاب علم نافع . عاقب القاضي شاهد الزور .
في المثال الأول نجد أن كلمة " كتاب " قد أضيفت إلى معرفة ، وهو اسم العلم محمد ، لذلك اكتسب المضاف من المضاف إليه التعريف . وفي المثال الثاني أضيفت كلمة " كتاب " إلى كلمى علم ، وهي نكرة ، فاستفاد المضاف من المضاف إليه التخصيص ، أما في المثال الثالث فقد أضيفت كلمة " شاهد " ـ وهي وصف مشتق يعمل عمل فعله لأنه اسم فاعل ـ إلى كلمة الزور ، ولكنه في هذه الحالة لم يكتسب المضاف من المضاف إليه لا التعريف ، ولا التخصيص ، وإنما استفاد التخفيف ، وهو حذف تنوين المضاف . لأن أصل الكلام : عاقب القاضي شاهداً الزورَ . فخففت كلمة " شاهد " عند إضافتها ، حيث حذف منها التنوين .
أقسام الإضافة :
تنقسم الإضافة إلى قسمين :
1 ـ الإضافة المعنوية ، أو المحضة .
2 ـ الإضافة اللفظية ، أو غي المحضة .
أولا ـ الإضافة المعنوية :
يقصد بها إضافة الأسماء التي لا معمول لها ، والتي يكون بين طرفي المضاف ، والمضاف إليه فيها قوة اتصال ، وارتباط ، بحيث لا يفصل بين طرفيها الضمير المستتر كما في الإضافة اللفظية ، أو ( غير المحضة ) ، ويستفيد المضاف في هذا النوع من المضاف إليه التعريف ، إذا كان المضاف إليه معرفة ، أو التخصيص إذا كان المضاف إليه نكرة .
مثال استفادة التعريف : هذا كتاب أخي . ونسق البستاني حديقة المنزل . وهذا قلم محمد .
75 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما }1 .
وقوله تعالى : { لم يظهروا على عورات النساء }2 .
وقوله تعالى : { ولله ملك السموات والأرض وإلى الله المصير }3 .
ومثال استفادة التخصيص : هذا كتاب تاريخ . وهذه نافذة منزل .
76 ـ ومنه قوله تعالى : { عليهم ثيابُ سندسٍ خضرٌ }4 .
وقوله تعالى : { بل قالوا أضغات أحلام }5 .
وقوله تعالى : { جنات عدن تجري من تحتها الأنهار }6 .
وقد سميت الإضافة المحضة بـ " المعنوية " لأن فائدتها راجعة إلى المعنى ، من حيث إنها تفيد المضاف تعريفا ، أو تخصيصا . فعندما قلنا : هذا كتاب أخي . فإن كلمة " كتاب " نكرة ، وبإضافتها إلى كلمة " أخي " المعرفة بالإضافة أيضا ، استفادت كلمة " كتاب " التعريف ، وكذلك الحال في كلمة " حديقة " ، والكلمات المضافة في الآيات السابقة وهي : أموال ، وعورات ، وملك .
وعندما قلنا : هذا كتاب تاريخ . فإن كلمة " كتاب " نكرة ، وأضيفت أيضا إلى نكرة ، ولكنها استفادت منها التخصيص ، وقل بذلك إبهامها وشيوعها ، فـ " كتاب " يشتمل على أي كتاب دون تحديد ، ومن هنا كان الإبهام والشيوع ، ولكن عندما أضيفت كلمة
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 10 النساء . 2 ـ 31 النور .
3 ـ 42 النور . 4 ـ 21 الإنسان .
5 ـ 5 الأنبياء . 6 ـ 76 طه .
" كتاب " إلى كلمة " تاريخ " وإن كانت نكرة إلا أنها حددت نوع الكتاب ، وأزالت إبهامه ، وحدَّت من شيوعه . وكذلك الحال بالنسبة لكلمة : نافذة ، والكلمات الواردة في الآيات وهي : ثياب ، وأضغات ، وجنات . فهي نكرات أضيفت إلى نكرات ، غير أنها استفادت منها التخصيص ، وإزالة الإبهام ، وتقييد الإطلاق والشيوع .
ثانيا ـ الإضافة اللفظية ، أو غير المحضة :
يقصد بها تلك الإضافة التي ترجع فائدتها إلى اللفظ فقط ، بما تحدثه فيه من تخفيف بحذف التنوين من الاسم المفرد المضاف ، أو حذف النون من الاسم المثنى ، أو جمع المذكر السالم عند إضافته . كما أن هذا النوع من الإضافة لا يفيد أمرا معنويا مثلما سبق بيانه في الإضافة المعنوية ، ولا يقدر فيها حرف الجر ، وتختص هذه الإضافة بالأسماء المشتقة العاملة عمل الفعل كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، ويسمى هذا النوع من الإضافة بغير المحضة لأنها في تقدير الانفصال .
مثال إضافة اسم الفاعل إلى معموله : جاء فاعل الخير . هذا حارس المخيم .
77 ـ ومنه قوله تعالى : { وما كنت متخذا المظلين عَضُدا }1 .
وقوله تعالى : { إن الله فالق الحب والنوى }2 .
وقوله تعالى : { يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي }3 .
وقوله تعالى : { غير مُحلِّي الصيد وأنتم حرم }4 .
ومثال لإضافة اسم المفعول إلى معموله : هذا طير مكسور الجناح .
وترك العاملون المدرسة مشرعة الأبواب .
والإضافة السابقة ممثلة في اسم الفاعل ، واسم المفعول ، لا يستفاد منها أمرا معنويا ،
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 51 الكهف . 2 ، 3 ـ 95 الأنعام .
4 ـ 1 المائدة .
ولكن يستفاد منها أمرا لفظيا ، وهو التخفيف بحذف التنوين من المضاف إذا كان مفردا كما هو واضح في الأمثلة المذكورة آنفا ، أو حذف النون إذا كان المضاف مثنى أو جمع مذكر سالما . نحو : جاء لاعبا الكرة . وحضر معلمو المدرسة .
ومثال الصفة المشبهة : هذا حسن الوجه . وترك محمد عملا عظيم الأثر .
والغرض من إضافة الصفة المشبهة إلى معمولها ، هو إزالة القبح من المضاف كما في كلمتي " حسن " ، و " عظيم " في المثالين السابقين .
أقسام الإضافة المعنوية ، أو المحضة :
تنقسم الإضافة المعنوية من حيث احتوائها على حرف الجر ، أو تقدير حرف الجر إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ الإضافة البيانية : وهي ما كانت على تقدير حرف الجر " من " ، وضابطها أن يكون المضاف غليه جنسا للمضاف ، وأن يكون المضاف بعض المضاف إليه .
نحو : ثوب كتان . وحلي ذهب . والتقدير : ثوب من كتان ، وحلي من ذهب .
2 ـ الإضافة الظرفية : وهي ما كانت على تقدير حرف الجر " في " ، وضابطها أن يكون المضاف إليه ظرفا واقعا فيه المضاف ، سواء أكان الظرف زمانا ، أو مكانا .
نحو : عروس البيد . ودمية محراب . والتقدير : عروس في البيد ، ودمية في المحراب . ومنه قولهم : هذا رفيق الصبا ، ومؤنس الليل .
والتقدير : رفيق في الصبا ، ومؤنس في الليل .
3 ـ الإضافة اللامية : وهي ما كانت الإضافة فيها على تقدير حرف اللام ، ويقصد منها بيان الملك ، أو الاختصاص . نحو : كتاب الطالب .
ومنه قول شوقي :
أبا الهول أنت نديم الزمان نجيّ الأوان سمير العصر
والتقدير : كتاب للطالب ، ونديم للزمان ، ونجي للأوان ، وسمير للعصر .
أحكام الإضافة :
1 ـ يعرب المضاف حسب موقعه من الجملة ، أما المضاف إليه فيجب فيه الجر لفظا ومحلا في الإضافة المعنوية ، أو لفظا فقط في الإضافة اللفظية ، وعامل الجر في المضاف إليه هو المضاف .
نحو : جاء صاحب المنزل . قرأت كتاب العلوم . ومررت بأخيك .
ومنه قوله تعالى : { أو يأتي أمر ربك }1 . وقوله تعالى : { وما كان عطاء ربك }2.
وقوله تعالى : { هم يقسمون رحمة ربك }3 . وقوله تعالى : { فسبح بحمد ربك }4 .
وقوله تعالى : { ورزق ربك خير }5 .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن المضاف يعرب حسب موقعه من الجملة ، ففي المثال الأول جاء فاعلا ، وفي الثاني مفعولا به ، وفي الثالث جارا ومجرورا .
وفي الآيات القرآنية نجده في الأولى فاعلا ، وفي الثانية اسما لكان ، وفي الثالثة مفعولا به ، وفي الرابعة جارا ومجرورا ، وفي الخامسة جاء مبتدأ .
أما المضاف إليه فحكمه الجر بالإضافة كما ذكرنا آنفا .
2 ـ يجب حذف تنوين المضاف المفرد ، ونون المضاف المثنى أو جمع المذكر السالم للتخفيف ، وقد مثلنا له في موضعه .
3 ـ وجوب حذف " أل " التعريف من المضاف إذا كانت الإضافة معنوية ، و " أل " زائدة للتعريف ، نحو : غلاف الكتاب جميل .
ولا يصح أن نقول : الغلاف الكتاب جميل . ففي مثل هذه الحالة لا يجوز إلحاق " أل " التعريف بالمضاف ، وهو كلمة " غلاف " ، لأن " أل " تكون حينئذ زائدة ، إلى جانب أن الإضافة المعنوية
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 33 النحل . 2 ـ 20 الإسراء .
3 ـ 32 الزخرف . 4 ـ 50 يوسف .
5 ـ 131 طه .
لا يقبل فيها المضاف دخول " أل " التعريف عليه .
4 ـ أما إذا كانت الإضافة لفظية فيجوز دخول " أل " التعريف على المضاف ، إذا كان مثنى ، أو جمع مذكر سالما ، أو مضافا إلى ما فيه أل ، أو مضافا إلى اسم مضاف إلى ما فيه أل .
مثال المضاف المثنى والجمع : هما المؤسسا المدرسة . وهم المشيدو المسجد .
ومثال المضاف إلى ما فيه أل : جاء اللاعب الكرة .
ومثال المضاف إلى الاسم المضاف لما فيه أل : رأيت المنشد قصيدةِ الشعر .
ووصل اللاعب كرةِ اليد .
الأسماء الملازمة للإضافة :
تنقسم الأسماء الملازمة للإضافة إلى قسمين :
1 ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد .
ومنه : عند ، ولدى ، وسوى ، وكل ، وبعض ، وأي .
2 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجمل : ومنه : لإذ ، وإذا .
أولأ ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد :
تنقسم الأسماء التي تلزم الإضافة للمفرد إلى قسمين :
أ ـ ما يلزم الإضافة لفظا ومعنى ، وله أربع صور على النحو التالي :
1 ـ أن يضاف إلى الاسم الظاهر المفرد . ومنه : أولو ، أولات ، ذو ، ذوات ، ذات ، ذواتا ، ذوا ، ذوو .
وأمثلته هي " أولو " : نحن الآباء لنا فضل على الأبناء .
78 ـ ومنه قوله تعالى : { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض }1 .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 75 الأنفال .
وقوله تعالى : { نحن أولو قوة وأولو بأس }1 .
وقوله تعالى : { يتذكر أولو الألباب }2 .
" أولات " ، نحو : المعلمات أولات نعم على الطالبات .
79 ـ ومنه قوله تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }3 .
وقوله تعالى : { وإن كن أولات حمل فانفقوا عليهن }4 .
" ذو " ، نحو : جاء ذو الفضل .
80 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }5 .
وقوله تعالى : { إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }6 .
وقوله تعالى : { والحب ذو العصف والريحان }7 .
81 ـ " ذواتا " نحو قوله تعالى : { ذواتا أفنان }8 .
وقوله تعالى : { ذواتي أكل خمط }9 .
82 ـ " ذات " ، نحو قوله تعالى : { إرم ذات العماد }10 .
وقوله تعالى : { حدائق ذات بهجة }11 .
وقوله تعالى : { والسماء ذات البروج }12.
وقوله تعالى : { والأرض ذات الصدع }13 .
ومنه قول الرسول ما روي عن أبى الدرداء قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ، قالوا بلى ، قال : إصلاح ذات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 33 النمل . 2 ـ 21 الرعد . 3 ـ 4 الطلاق 4 ـ 6 الطلاق .
5 ـ 280 البقرة . 6 ـ 43 فصلت . 7 ـ 12 الرحمن .
8 ـ 48 الرحمن . 9 ـ 16 سبأ . 10 ـ 7 الفجر .
11 ـ 60 النمل . 12 ـ 1 البروج . 13 ـ 12 الطلاق .
البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " 1 .
" ذوو ، وذوا ، وذوي " وكلها جمع " ذو " . نحو : جاء ذوو الفضل .
83 ـ وقوله تعالى : { ذوا عدل منكم }2 .
وقوله تعالى : { على حبه ذوي القربى }3 .
2 ـ أن يضاف إلى ضمير المخاطب في الغالب ، كالمصادر المثناة في لفظها دون معناها . ومنه : لبيك ، وسعديك ن ووحنانيك ، ودواليك ، وهذاذيك ، ووحديك .
كقولنا في التلبية : لبيك اللهم لبيك . وسعديك أيها المستعين بالله .
وحنانيك أيها المتألم .
20 ـ ومنه قول الشاعر :
حنانيك مسؤولا ولبيك داعيا وحسبي موهوبا وحسبك واهبا
21 ـ ومثال دواليك قول الشاعر :
نأكل الأرض ثم تأكلنا الأرض دواليك أفرعا وأصولا
ويلاحظ من الألفاظ السابقة أن لبيك وأخواتها مثناة لفظا دون معنى ، لذلك ألحقت في إعرابها بالمثنى ، وليست منه حقيقة .
3 ـ ما يلزم الإضافة إلى الضمير مطلقا . ومنه : وَحْد ، وكل التي للتوكيد المعنوي .
مثال " وحد " : ربي إني اعتمد عليك وحدك .
84 ـ ومنه قوله تعالى : { قالوا آمنا بالله وحده }4 .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا " 5 .
ومثال " كل " : جاء الطلبة كلهم .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ رواه أبو داود . 2 ـ 2 الطلاق . 3 ـ 177 البقرة .
4 ـ 84 غافر . 5 ـ مسند الإمام الشافعي ، وأخرجه الأربعة إلا النسائي .
85 ـ ومنه قوله تعالى : { وإليه يرجع الأمر كله }1 .
وقوله تعالى : { علم آدم الأسماء كلها }2 .
وقوله تعالى : { بما آتيتهن كلهن }3 .
4 ـ ما يلزم الإضافة إلى الاسم الظاهر ، أو الضمير لفظا ومعنى :
ومنه : كلا ، وكلتا ، وعند ، ولدى ، ولدن ، وسوى ، ومع ، وقصارى ، وحمادى .
نحو : فاز كلا الطالبين ، ونجح الطالبان كلاهما .
86 ـ ومنه قوله تعالى : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما }4 .
ونحو : تفوقت الطالبتان كلتاهما . ومنه قوله تعالى : كلتا الجنتين آتت أكلها }5 .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي هريرة قال : " ما تصدق أحد بصدقة من طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، إلا أخذها الرحمن بيمينه ، وكلتا يديه يمين " 6 .
وكلا وكلتا من الألفاظ الملازمة للإضافة لفظا ومعنى ، ويشترط في المضاف إليه بعدها الآتي :
1 ـ أن يكون دالا على اثنين ، أو اثنتين ، سواء أكان اسما ظاهرا ، أم ضميرا
بارزا ، كما بينا في الأمثلة السابقة .
2 ـ أن يكون المضاف إليه كلمة واحدة ، لأن تلك الكلمة هي التي تقوم بالدلالة على المثنى ، فلا يجوز أن نقول جاء كلا الأخ والصديق ، ولا قرأت كلتا الصحيفة والمجلة .
3 ـ أن يكون المضاف إليه معرفة كما ورد في الأمثلة ، ولا يجوز أن يأتي نكرة . نحو : حضر كلا طالبين ، وصافحت كلتا طالبتين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 123 هود . 2 ـ 99 يونس . 3 ـ 51 الأحزاب .
4 ـ 23 الإسراء . 5 ـ 33 الكهف . 6 ـ أخرجه الستة إلا أبا داود .
87 ـ ومثال " عند " . قوله تعالى : { وإن الله عنده أجر عظيم }1 .
وقوله تعالى : { فله أجره عند ربه }2 . وقوله تعالى : { والآخرة عند ربك }3 .
وقوله تعالى : { أم اتخذ عند الرحمن عهدا }4 .
88 ـ ومثال " لدى " . قوله تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب }5 .
وقوله تعالى : { إذ القلوب لدى الحناجر }6 .
وقوله تعالى : { بما لديهم فرحون }7 . وقوله تعالى : { جميع لدينا محضرون }8 .
وقوله تعالى : ما يبدل القول لديَ }9 .
" لدن " : مما يضاف لفظا ومعنى ، وتأتي غالبا بمعنى " عند " ، وتكون مجرورة بـ " من " ، ومبنية على السكون .
89 ـ نحو قوله تعالى : { من لدن حكيم خبير }10 .
وقوله تعالى : { هب لنا من لدنك رحمة }11 .
وقوله تعالى : { من لدنا أجرا عظيما }12 .
ومثال " سوى " . لا يبتغي المسلم سوى مرضاة الله . وكل شيء سوى الإيمان تافه .
ومنه قول الشاعر :
سواي بتحنان الأغاريد يطرب وغير باللذات يلهو ويلعب
ومثال " قصارى " . قصارى جهد المنافق كسب مؤقت .
ومنه " حمادى " . نحو : حمادى المنافق كسب سريع .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 28 الأنفال . 2 ـ 112 البقرة . 3 ـ 35 الزخرف .
4 ـ 79 مريم . 5 ـ 25 يوسف . 6 ـ 18 غافر .
7 ـ 54 المؤمنون . 8 ـ 32 يس . 9 ـ 29 ق .
10 ـ 1 هود . 11 ـ 17 الأنبياء . 12 ـ 64 النساء .
وإعرابه كالتالي : حمادى : مبتدأ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، في محل رفع ، وهو مضاف ، المنافق : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
كسب : خبر مرفوع بالضمة . وسريع : صفة مرفوعة .
ب ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد معنى ، مع جواز قطعه عن الإضافة لفظا ، وسواء أكان المفرد اسما ظاهرا ، أم ضميرا متصلا ، وذلك بعد حذف المضاف إليه والاستغناء عنه بالتنوين الذي يجئ عوضا عنه ، وتكون الإضافة معنى ، دون اللفظ ، ويحتفظ بحكمه في التعريف ، أو التنكير .
ومنه : كل ، وبعض ، وأي الشرطية ، وأي الاستفهامية ، وأي التي للنعت ، وأي التي تقع حالا ، وغير ، ومع ، وحسب ، وأول ، ودون ، وقبل ، وبعد ، وعل ، والجهات الست : يمين ، وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق .
90 ـ الأمثلة : " كل " ، كقوله تعالى : { وآتيناه من كل شيء }1 .
وقوله تعالى :{ ويؤتي كل ذي فضل }2 .
وقوله تعالى : { ونزعنا من كل أمة شهيدا }3 .
وقوله تعالى : { كل نفس لما عليها حافظ }4 .
ومثال القطع في " كل " عن الإضافة لفظا دون المعنى ، وذلك بأن يحذف المضاف إليه مع إرادته في المعنى ، قوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }5 .
وقوله تعالى : { كل آمن بالله }6 . وقوله تعالى : { كل في كتاب مبين }7 .
والتقدير : كل إنسان ، على تقدير المضاف إليه المحذوف لفظا مع إرادة المعنى .
91 ـ مثال " بعض " ، قوله تعالى : { إن بعض الظن إثم }8 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 85 الكهف . 2 ـ 3 هود . 3 ـ 75 القصص .
4 ـ 4 الطارق . 5 ـ 84 الإسراء .
6 ـ 285 البقرة . 7 ـ 6 هود . 8 ـ 12 الحجرات .
وقوله تعالى : { ونفضل بعضها على بعض }1 .
وقله تعالى : { كذلك نولي بعض الظالمين بعضا }2 .
وقوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض }3 .
وقوله تعالى : { بغى بعضنا على بعض }4 .
مثال " أي " الملازمة للإضافة ، وهي خمسة أنواع كلها مبهمة ولا تتعين إلا بالمضاف إليه ، والأنواع الخمسة هي :
1 ـ أي الاستفهامية : معربة واجبة الإضافة لفظا ومعنى ، أو معنى فقط ، وتضاف إلى النكرة مطلقا ، سواء أكانت لمتعدد ، أم لغير متعدد . نحو : أي معلم صافحت ؟
وأي تلميذ علمت ؟ وأي طالبين هذبت ؟ وأي رجال فازوا بالسبق ؟
92 ـ ومنه قوله تعالى : { في أي صورة ما شاء ركبك }5 .
وقوله تعالى : { لأي يوم أجلت }6 .
وقوله تعالى : { وما تدري نفس بأي أرض تموت }7 .
وكما تضاف أي الاستفهامية إلى النكرة ، تضاف أيضا إلى المعرفة ، بشرط أن تكون دالة على متعدد ، سواء أكان المتعدد حقيقيا ، أم تقديريا ، ام معطوف بحرف العطف.
مثال المتعدد الحقيقي : أي الطالبين أحق بالنجاح ؟ وأي الطلاب أجدر بالفوز ؟
ومنه قوله تعالى : { أيكم أحسن عملا }8 .
93 ـ وقوله تعالى : { لنعلم أي الحزبين أحصى }9 .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 4 الرعد . 2 ـ 129 الأنعام .
3 ـ 253 البقرة . 4 ـ 22 ص .
5 ـ 8 الانفطار . 6 ـ 12 المرسلات .
7 ـ 34 لقمان . 8 ـ 7 الكهف . 9 ـ 12 الكهف
ومثال المتعدد الحكمي ، أو التقديري : أي الشجرة أنفع ؟ وأي القول مفيد ؟
والتقدير : أي أجزاء الشجرة انفع ؟ وأي أنواع القول مفيد ؟
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما روي عن الشيخان والنسائي " أن رجلا قال يا رسول الله أي الإسلام خير ؟ " .
ومثال التعدد بالعطف : أي رياضة الجسم ورياضة العقل أنفع ؟
والتقدير : أيهما ، بمعنى : أي واحدة من رياضة الجسم والعقل أنفع .
2 ـ أي الشرطية : وهي التي تجزم فعلين ، يسمى الأول فعلها ، والثاني جوابها وجزاؤها .
نحو : أي كتاب تقرأه تستفد منه . وهذه الإضافة لفظا ومعنى .
أما الإضافة معنى نحو : أي رجل يعمل يكسب من عمله .
ويجوز إضافة " أي " الشرطية إلى المتعدد ، سواء أكان الحقيي ، أو الحكمي ، أو المعطوف ، كما بينا في أمثلة " أي " الاستفهامية .
3 ـ أي الوصفية ، وهي اسم بمعنى الذي .
مثال إضافتها قولنا : أحببت من الطلاب أيهم هو أكثر علما ، وأحسن خلقا .
التقدير : الذي هو أكثر علما ، وأحسن خلقا .
4 ـ أي التي تقع نعتل للنكرة ، وهي اسم معرب مبهم ، ويزيل المضاف إليه إبهامه ، والغرض من " أي " التي تقع نعتا ، الدلالة على بلوغ المنعوت الغاية الكبرى مدحا ، أو ذما . نحو : اعتز ببطلين من أبطال الإسلام : هما خالد بن الوليد ، ومحمد بن القاسم ، وأولهما قائد عظيم أيَُ قائد ، والآخر فاتح مظفر أيُّ فاتح .
ونحو : هذا شاعر مطبوع أيُّ شاعر . وهذا خطيب مفوه أيُّ خطيب .
5 ـ أي التي تقع حالا ، وهي اسم معرب مبهم يدل على ما تدل عليه الحال من بيان صاحبها المعرفة في الغالب . ويزال إبهام أي بالإضافة إليها ، ويشترط في المضاف إليه أن يكون نكرة مذكورة في الكلام .
نحو : جاء مدرب الكرة أيَّ مدرب . وسافر حارس المرمى أيَّ حارس .
ونحو : جلست مع عالم فاضل أيَّ عالم .
يلاحظ في المثال الأخير أن صاحب الحال جاء نكرة ومصوغ مجيئه نكرة ، أنه جاء موصوفا ، ومن شروط مجيء صاحب الحال نكرة أن يكون موصوفا .