السلام عليكم ورحمة الله ,,,
إنها الإجازة الصيفية .. حان وقت
اللعب... هكذا ينتظر أكثر أطفال المدارس انتهاء العام الدراسي لبدء عطلتهم
الصيفية والاستمتاع فيها بالانطلاق الذي ربما يبالغ بعض الآباء في حرمانهم
منه أثناء العام الدراسي.
وترى البروفيسيرة "أنا فيجيانا سواريز"،
الاستاذة المتخصصة في الشأن الاجتماعي الأسري ، أن الحقيقة التي يجب
الانتباه إليها هي أنه حتى بانتهاء الموسم الدراسي فإن التعلم ينبغي أن يظل
مستمرًا. ويحذر المربيون من إن الإجازة الصيفية ليست وقتًا للأبوين للسماح
لأطفالهم بنسيان أمر الدراسة.
وأوضحت الأبحاث التربوية أنه في حال
أخفقت في حماية عقل طفلك حاضرًا وعاملاً خلال هذه الاستراحة المدرسية، فإنه
ربما يفقد، في المتوسط، ما يعادل 2.6 شهرًا من تحصيله على مستوى الصف في
مهارات علم الحساب وكذلك ما يعادل عامًا كاملاً على مستوى القراءة.
وتقول
"ماريا أنطونيا بينون"، مديرة البرنامج الشامل لمحو أمية الأسرة التابع
لمعهد ميامي غير الربحي لصحة الطفل والأسرة، إن الانهيار يكون أكثر وضوحًا
لدى الأطفال القادمين من أُسر ذات دخول منخفضة. – والذين ربما يدفعون
ابناءهم لاهتمامات أخرى كالتكسب والعمل في الأجازة-
إنه ولاشك في
صالح طفلك بدرجة كبيرة أن يظل نشطًا من الناحية التعليمية. أما النبأ الجيد
هو أن العقل يمكن تحفيزه بالعديد من الطرق والأساليب التي لن تكلف كثيرًا
أو تُقابل برفض عنيد من جانب الأطفال.
وتقول الأستاذة بينون إن
"الطفل يتعلم عن طريق التقليد.. فإذا كانت الأم أو الأب يقرءون، فإن الطفل
سيحذو حذوهم. وإن كان الطفل لا يستطيع القراءة بنفسه، فاقرأ أنت له. إن أي
نوع من التعلم عندما يقترن بالمحبة فإنه يصنع عادة".
أما "آن
رامبو"، وهيأستاذ مساعد في العلاج الأسري بجامعة "نوفا ساوث إيسترن"، فقد
أشارت إلى أن فترة الصيف يمكن أن تكون وسيلة لاحتكاك الأطفال بخبرات
تعليمية صعبة ولكن بوسيلة جديدة، مضيفة أن "الصيف يُعد فرصة عظيمة لمساعدة
الطفل لكي يصبح شخصًا أكثر تطورًا".
وهو ما أيدته الخبيرة "ديبي
مانديل"، التي تقدم إحدى البرامج الحوارية في نيويورك وتُعنى أغلب كتاباتها
بكيفية التعامل مع التوتر والضغوط، حيث أكدت مانديل على ضرورة أن يتم كل
ذلك "بتوازن". وقالت: "إن الأطفال في حاجة إلى التمتع بالمرح والاسترخاء
خلال الصيف لأنهم يكونون محملين بالأعباء ويواجهون ضغوطًا أكاديمية
واجتماعية وخارجية". وتقترح مانديل اشتمال أي برامج تعليم صيفية على جرعة
من المرح، وكذلك التركيز على الاهتمامات الخاصة بكل طفل. مثال: هل هذا
الطفل يحب الأنشطة الخارجية؟ مثل المساعدة في زراعة حدائق أو غرس نباتات،
من الممكن في هذه الحالة الاستفادة بذلك كمدخل لمناقشته في أشياء تتعلق
بالطبيعة من حوله وهكذا.
وفيما يلي قائمة من الاقتراحات التي يقدمها لك الخبراء من آجل تجنب فقدان المهارات الذهنية للطفل خلال العطلة الصيفية:
1-
ابحث عن معسكر صيفي يهتم بنشاط معين يتلاءم مع ميول طفلك، ولكن لا تعتمد
فقط على كتيب التعريف به. وينصح الخبراء بأنه من الأفضل أن يقوم الآباء
بزيارة المعسكر بينما تُقام فيه أنشطته، ويتحدثون إلى الأطفال المشتركين
فيه وأولياء أمورهم، ويستفسرون عما إذا كان المعسكر يثري بالفعل مهارات
الطفل أم أنه مجرد دار للرعاية، وهل هو مسلٍ أم لا؟ وكيف يتفاعل الطفل معه؟
2-
خطط للقيام برحلة ومحاولة جعل هدفها تعليمي، فإذا قررت زيارة مدينة محلية
معينة؛ فابحث عن الحدائق العامة القريبة منها واصطحب طفلك في جولة للتعرف
على سمات المكان أو عن أصله التاريخي إن وجد، واجعله يقرأ كتابًا عن
المنطقة التي ستتوجهون إليها قبل مغادرة المنزل.
يقول "هاريس كوبر"،
أستاذ علم النفس بجامعة "ديوك" الأمريكية في نصيحة للآباء: "إذا كنت لا
تزال مترددا بشأن اختيار المكان الذي ستقضون فيه العطلة، فابحث عما سيدرسه
طفلك في العام الدراسي الجديد".
3- اجعل طفلك يشارك في الإعداد
للعطلة الصيفية، ويعرض عليك ميزانية للإنفاقات المتوقعة. اطلب منه كذلك
المساعدة في تحديد موقع الرحلة على الخريطة وتقدير المسافة باستخدام مفتاح
الخريطة، وهو ما يُعد نشاطًا يعتمد على علم الرياضيات.
4- ابحث في
منطقتك عن الأنشطة المحفزة للتفكير التي لا تتضمن وجود حجرة دراسية أو كتاب
تدريبات مدرسي. وغالبًا ما تقدم المتاحف، وحدائق الحيوان، وغيرها من أماكن
الجذب برامج تثقيفية كجزء من الجولات أو الزيارات التي تستقبلها. كما أن
الحدائق والمتنزهات أيضًا أماكن رائعة للأنشطة التعليمية الممتعة.
وينصح
الخبراء بأن يقوم الآباء قبل قضاء بعض الوقت بالخارج بتشجيع أسرهم على
التعرف على طبيعة المكان الذي سيتوجهون إليه والبحث عن معلومات عنه من خلال
شبكة الإنترنت.
5- القراءة ثم القراءة ثم القراءة ... هكذا ينصح
الخبراء، فبينما تطلب معظم المدارس من تلاميذها قراءة كتب محددة خلال
الصيف، فإن المربين والخبراء يقولون إنه من الأفضل تجاوز العدد المطلوب،
والاستعانة بالمكتبات أو الاشتراك في نادٍ صيفي للكتاب.
6- يمكنك أن تفكر أيضًا في إدراج طفلك بأحد الدورات التعليمية غير المكلفة التي تقدمها بعض الكليات المحلية خلال العطلة الصيفية.
7-
اجعلي مطبخ منزلك بمثابة معمل للرياضيات؛ واطلبي من طفلك أن يساعدك في
أعمال الطهي حيث أنه خلال هذا النشاط سيُطبق مفاهيم رياضية مثل تحديد
المعايير وحساب الكميات.
8- قم باصطحاب طفلك في جولة للتسوق كي تساعده على اكتساب المهارات الحسابية والتعرف على الأشكال المختلفة للأشياء.
9-
حاول أن تجد لطفلك الأكبر سنًا فرصة لتولي ما يشبه وظيفة هيكلية في مجال
من اهتمامه بحيث يعمل فيها مرات محددة خلال الأسبوع بصورة تطوعية؛ على سبيل
المثال: إذا كان صغيرك في المرحلة الثانوية ومهتم بدراسة القانون، فيمكنك
أن تعرض على صديق لك يعمل في مجال المحاماة إن كان من الممكن لولدك أن
يساعده في مكتبه عدة مرات بالأسبوع (بدون أجر).
10- بالنسبة للأبناء الأكبر سنًا، يمكنهم أن يراجعوا ما تقدمه مئات الجامعات من دورات مجانية على الإنترنت.
(المقال مترجم عن صحيفة الميامي هيرالد للبروفيسيرة : أنا فيشيانا- سواريز )