مشيت فعانيت فرجعت ـ بقلم : مأمون فاعور

لم أنتظر نصيحة الطبيب باتباع رياضة المشي المنتشرة في قرانا في المدة الأخيرة.

دائما كنت أدرك أهمية النشاط الجسماني لا بل كنت وما زلت أحث الناس عليه... قسم قليل يلجأ الى أندية اللياقة البدنية ذات الإمكانيات الهائلة والغالبية العظمى تمارس المشي في أحضان الطبيعة دون أي مقابل!
حواشي الطرق هي الأماكن المعدة للمشي فترى قوافل الناس والنساء خاصة تنشط في ساعات المساء...
هذه الحواشي ليست دائما آمنة طالما لم يكن هناك رصيف أعلى من الشارع نفسه ليحمي المشاة من انزلاق السيارات أو انحرافها عن مسارها...
قررت أن أجرب المشي اندماجا مع التيار متناسيا كل ما أعرفه...
أولا الأماكن المعدة للمشي مفروض أن تكون بعيدة عن السيارات وعن أي تلوث للبيئة أو ضجة... فما كدت أسير بضع أمتار حتى بدأ مسلسل
"تحية الصفارات" أي استعمال صفارات السيارات لتوجيه التحية!
في البداية كنت ألتفت ثم وجدت نفسي أرفع يدي عند سماع صفارات السيارات أوتوماتيكيا دون الالتفات الى مصدر التحية...
في بعض القرى والمدن هناك رصيف آمن مرتفع عن مستوى الشارع يمتد على مسافة طويلة مما دفع بعض الظرفاء الى إطلاق اسم رئيس المجلس على مسار المشي!!
المهم وجدت نفسي أمشي على زجاج متناثر على طول الطريق...
هناك من "رصع" المسار بزجاجات مكسورة لا أدري بأي هدف!!
الأسوأ من هذا كله هو منظر القمامة والروائح الكريهة التي مصدرها جثث الحيوانات الميتة بين أشجار الزيتون المنتشرة على طول الطريق والمفروض أن تنقي الهواء وجد البعض بها مكانا لرمي قمامة وجيف!!
أحيانا أتساءل لماذا لا تفلح ولو بأبسط الأشياء أهي عقلية إبعاد القمامة
عن منزلي أم هناك من يريد دائما" التنجيس" للآخرين؟!
قطعت رحلتي هذه محبطا فحضن الطبيعة مليء بالأخطار البيئية قاطعا
على نفسي بعدم تكرارها؟!

يسلمو يا مشرفتنه العظيمة على هذا الكلام