همة ربيعة بن كعب الأسلمي ... همة فوق الشمس
عن ربيعة بن كعب الأسلمي – رضي الله عنه – قال : كنت أبيت
مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : " سل " ،
قلت : أسألك مرافقتك في الجنة . قال : " أو غير ذلك ؟ " ، قلت : هو ذاك ،
قال : " فأعني على نفسك بكثرة السجود " .
***
جاءت مولاة لعمر بن عبد العزيز ، فقصت أنها رأت في المنام
كأن الصراط قد نصب على جهنم ، وهي تزفر على أهلها ، وذكرت أنها رأت رجالا
مروا على الصراط فأخذتهم النار . قالت : ورأيتك يا أمير المؤمنين وقد جيء
بك ، فوقع مغشيا عليه وبقي زمانا مضطربا ، وهي تصيح في أذنه : رأيتك والله
قد نجوت .
***
الطالب الصادق كلما نابه هم أو حزن جعله في أفراح الآخرة
.. و " من رأى فجر الأجر هان عليه ظلاف التكليف " - كما يقول ابن الجوزي -
.. ولعمر الله ما هو بظلام .. ولكنها لغة اضطر إليها ؛ ليعقل مراده
الراقدون
***
حين ذكر الله الدنيا قال : " فامشوا في مناكبها "
وحين ذكر الذكر فيها قال : " فاسعوا إلى ذكر الله "
وحين تكلم عن الجنة قال : " وسارعوا " و " سابقوا "
وحين تكلم عن العليّ قال : " ففروا إلى الله "
***
" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ
اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ "
قال محمد بن الحنفية : إنها أمة مرحومة ، الظالم مغفور له ، والمقتصد في الجنان عند الله ، والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله .
***
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من
جعل الهموم هما واحدا - هم المعاد - ، كفاه الله سائر همومه .. ومن تشعبت
به الهموم من أحوال الدنيا ، لم يبال الله في أي أوديتها هلك " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من
جعل الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا
وهي راغمة .. ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه
شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له "
من صفا صُفّي له .. ومن كدّر كُدِّر عليه .. ومن أحسن في
ليله كوفيء في نهاره .. ومن أحسن في نهاره كوفيء في ليله .. وإنما يُكال
للعبد كما كال .. فمن طلب المنزلة العليا من الجنة فعليه بعلو الهمة .
***
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَبْعَةٌ
يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ
الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ
قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ
اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ
ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ
تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا
تُنْفِقُ شِمَالُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ
وجاء في أحاديث أخرى غيرَ هؤلاء السبعة :
= من أنظر معسرا
= وضع عنه وتصدق عليه
= من أعان مجاهدا
= من اظل رأس الغازي في سبيل الله
= من أعان غرما في عسرته
= من أعان مكاتبا في رقبته
= من حامى الغزاة حين انكشفوا وولوا ، فحمى آثارهم حتى نجوا ، ونجا أو استشهد .
قال ابن حجر :
وزد سبعةً إظلالَ غازٍ وعونَه == وإنظارَ دي عسر وتخفيفَ حمله
وحامي غزاة حين ولّوا وعونَ ذي == غرامة حق معْ مكاتب أهله
***
<blockquote>
صدقة السر
كان علي بن الحسين يبَخّل .. فلما مات وجدوه يقوت مائة اهل بيت في المدينة
.. إنه حين مات وجدوا بظهره آثارا مما كان يحمل بالليل إلى المساكين .
الإخلاص في الصوم
= صام داوود بن ابي هند أربعين سنة لا يعلم به اهله ولا أحد .
= وأقام عمرو بن قيس الملائي عشرين سنة صائما ، لا يعلم به أهله .
البكاء
= قال الثوري : البكاء عشرة أجزاء .. تسعى لغير الله وواحد لله .. فإذا جاء الذي لله في السنة مرة فهو كثير .
= قال ابن الجوزي : كان ابن سيرين يتحدث بالنهار ويضحك ، فإذا جاء الليل فكانه قتل اهل القرية .
= كان ابو وائل إذا جاء الليل ينشج نشيجا ، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه ما فعله .
***
دخل ابن محيريز حانوتا وهو يريد ان يشتري ثوبا ، فقال رجل لصاحب الحانوت :
هذا ابن محيريز فأحسن بيعه .. فغضب وخرج ، وقال : إنما نشتري بأموالنا ،
لسنا نشتري بديننا .
أسأل الله أن ينفعكم بهــا
</blockquote>