قواعد الترتيل الميسرة

قال تعالى: * الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق 1تلاوته أولئك يؤمنون و من يكفربه فأولئك هم الخاسرون *البقرة 121

الترتيل:
هو تجويد القراءة . و تلاوة القرآن الكريم كما انزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى : * و رتل القرآن ترتيلا*

و للترتيل أصول و أحكام مكتوبة أو مسموعة , وصلت إلينا بأعلى درجات الرواية ,و هي المشافهة ’ حيث يأخذ القارىء من معلمه ,إلى ان تنتهي السلسلة بالنبي صلى الله عليه و سلم الذي أخذها من جبريل عليه السلام , الذي أخذها من ربه تبارك و تعالى . حيث يقول سبحانه* ورتلناه ترتيلا*
و بما أن موضوع هذا العلم هو كلمات القرآن الكريم . و غايته صون اللسان عن اللحن فيها فهذه أهم أحكامه الضرورية بإختصار:
أولا : أحكام النون الساكنة و التنوين

للنون الساكنة و التنوين أربعة أحكام هي :
الإظهار- الإدغام-الإقلاب-الإخفاء
الاول: الإظهار

الحكم الأول من أحكام النون الساكنة هو : الاظهار و هو إظهار النطق بالنون الساكنة أو التنوين و ذلك إذا جاء بعدها حرف من الحروف الحلقية التي هي : الهمز -الهاء-العين -الحاء-الغين-الخاء
و جمعها في قولهم :همز فهاء ثم عين حاء .... مهملتان -بدون نطق- ثم غين خاء

الحكم الثاني من أحكام النونالساكنة و التنوين هو : الإدغام
و الإدغام يكون في كلمتين متتابعتين , و ذلك بالتقاء الحرف الساكن آخر الكلمة الأولى بحرف متحرك في أول الكلمة التي بعدها , فينطقان حرفا واحدا مشددا مثل "فمن يعمل " تدغم النون في الياء ,
و أحرف الإدغام هي أحرف كلمة يرملون
فإذا جاء أحد هذه الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين , حصل الإدغام , لكنه يكون إدغاما بغنة مع حروف كلمة ينمو و إدغاما بغير غنة مع "اللام أو الراء"

الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة و التنوين هو الإقلاب , و هو قلب النون الساكنة أو التنوين *ميما * مخفاة مع مراعاة الغنة , و ذلك إذا جاء بعدها *باء* مثل:"أنبتكم" "لينبذن" فهذه تنطق بالميم المخفاة
في حالة الإقلاب : يوجد فوق النون ميم صغيرة , بدلا من السكون كما توجد نفس الميم الصغيرة بدلا من إحدى الفتحتين أو الضمتين أو الكسرتين في حالات التنوين

الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة و التنوين هو : الاخفاء
و هو نطق النون *الساكنة * أو * التنوين* كحرف ساكن عار من التشديد , ينطق بصفة متوسطة بين الاضهار و الإدغام , مع مراعاة الغنة في الحرف الاول بمقدار حركتين , و ذلك إذا جاء بعدها أحد الحروف الهجائية الباقية بعد أحرف الإظهار و أحرف الإدغام و باء الإقلاب , فما يكون للإخفاء و هي الأحرف التالية:
ص-ذ-ث-ك-ج-ش-ق-س-د-ط-ز-ف-ت-ض-ظ-و هي الحروف الاولى من كلمات هذا البيت :
صف ذا ثناكم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
يلاحظ في حالتي الإدغام عامة و الإخفاء كذلك أن النون الساكنة تكون عارية من التشكيل و في التنوين تكون الضمتان أو الفتحتان أو الكسرتان مزدوجتين

عند النطق بالنون أو الميم المشددتين تظهر الغنة بمقدار حركتين ك<لك مثل : "عم يتساءلون" -"من الجنة و الناس"

لام أل:لام الفعل : لام هل: و لام بل
لام أل
و هي قسمان (القمرية و الشمسية)
فالام القمرية تظهر في مثل كلمة (القمر) و اللام الشمسية تختفي في مثل كلمة (الشمس)
أ- فالقمرية: لام تظهر في النطق بوضوح مشكولة بالسكون و ذلك إذا جاء بعدهاحرف من أحرف العبارة الآتية: *ابغ حجك و خف عقيمه* و هي أربعة عشر حرفا تظهر اللام القمرية قبلها بوضوح , مثل "إن الإنسان"-"رب هذا البيت"-"القارعة"
ب- و الشمسية: لام لاتظهر في النطق عارية من التشكيل و لكن تدغم في الحرف الذي يليها إذا جاء بعدها حرف من الحروف الآتية : الطاء-الثاء-الصاد- الراء- التاء-الضاد- ال>ال- النون -الدال- السين- الظاء- الزاي-الشين -اللام.
و هده الأحرف هي أول كلمات البيت التالي:
طب ثم صل رحما تفز ضف >ا نعم دع سوء ظن زر شريفا للكرم

وحكمها جميعا واحد و هو الإدغام إ>ا جاء بعد أحد هده اللامات (لام أو راء) و تظهر فيما عدا دلك
لام الفعل
فمثلا لام الفعل : تدغم إدا جاء بعدها لام أو راء مثل :"قل لمن الأرض" " قل ربي أعلم"
فتدغم لام الفعل (قل) في اللام و الراء بعدها - و تظهر فيما عدا دلك أي إن جاء بعدها غير اللام مثل :"قل هو الله أحد"
لام هل -لام بل
و تدغم كل منهما غير مشكولة إدا جاء بعدها لام أو راء , مثل: "هل لنا" "بل لا يخافون" "كلا بل لاتكرمون اليتيم"
و تظهر مشكولة فيما عدا دلك مثل:
"بل كدبوا بالساعة" "بل ظننتم" "بل تؤثرون الحياة الدنيا"

أحكامها ثلاثة:إما الإخفاء مع الباء, أو الإدغام مع الميم و في هاتين الحالتين تكون الميم الساكنة غير مشكولة , أو الإظهار مع غير الباء و الميم و في هده الحالة يظهر عليها السكون
فلإخفاء مع الباء : مثل:"ثم إنكم بعد دلك لميتون" " يومهم بارزون"" إن ربهم بهم".مع مراعاة الغنة

و الإدغام : مع الميم مثل: "لهم ما يشاءون عند ربهم"
فتدغم الميمان في بعضهما إدغاما تاما و يصيران حرفا واحدا مشددا فيه غنة.
و الإظهار : إدا جاء بعدها أي حرف من حروف الهجاء عدا *الباء- الميم*
مثل : "الم نشرح"- "لعلكم تعقلون"

سئل أنس بن مالك عن قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: "كان يمد صوته مدا" رواه النسائي
حروف المد ثلاثة-الألف في مثل: " الرحمن" و الياء الساكنة بعد كسر في مثل :"الرحيم" و الواو الساكنة بعد ضم في مثل:"يقولون"
فالمد: هو إطالة الصوت بحرف المد عند النطق به ليظهر الكلام بوضوح
و المد قسمان :مد أصلي و مد فرعي زائد

و هو الدي يأتي عوضا عن الفتحتين في أخر الكلمة المفتوحة إدا وقفنا عليها مثل "بناء" في قوله تعالى:"و السماء بناء" فهده و أمثالها تمد بمقدار حركتين عند الوقف. نقول "الم نجعل الأرض مهادا . و الجبال أوتادا . و خلقناكم أزواجا"

و هو المد الزائد عن الطبيعي بسبب و جود الهمزة أو السكون بعد حرف المد- و معنى الزيادة هنا أنه قد يكون بمقدار أربعة حركات, إلى ست حركات - و لهدا المد أقسام , و أحكام , و سنوضح فيما يلي بعض أنواع هدا المد الفرعي , و حكم كل نوع منه

أ* المد المتصل:و هو ما كان سببه الهمزة المتصلة بحرف المد قبلها من الكلمة نفسها , و دلك إدا جاء حرف المدو جاء بعده همزة و كان الاثنان في كلمة واحدة مثل:"الملآئكة""الطائفين"
تمد هده و أشباهها وجوبا من أربع إلى ست حركات
ب* المد المنفصل : و هو ما كان سببه الهمزة المنفصلة من حرف المد في كلمة أخرى , و دلك إدا جاء حرف المد في آخر الكلمة , و جاء في أول الكلمة التي بعدها همزة مثل:" قل ياأيها الكافرون"
و يمد هدا النوع من حركتين إلى خمسة حركات
ج* المد العارض للسكون:و هو أن يأتي بعد حرف المد سكون غير أصلي سببه الوقف فقط, فيمده حركتين , أو أربعا ,أو ست عند الوقف
فإدا وقفنا على كلمة بالسكون العارض , و كان ما قبل ءاخرهاحرف مد مثل:"الرحيم" من البسملة فهي تمد عند الوقف حركتين أو أربع أو ست
و سمي عارضا لانك إدا وصلت القراءة و لم تقف حركت الكلمة بحركتها فيسقط المد تماما بسبب الوصل نقول " الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين , إياك نعبد و إياك نستعين" محركا أخر الكلملت - فلا داعي للمد هنا . حيث لا وقف ولا سكون
د* المد اللين:و يلحق بالمد العارض للسكون, ومد اللين هو أن يكون قبل الحرف الموقوف عليه واو ساكنة مفتوح ما قبلها , مثل "عليهم دائرة السوء"
أو ياء ساكنة مفتوح ما قبلها كدلك مثل:"من شيء"
فإنه يمد قدر حركتين أو أربع أو ست كالمدالعارض للسكون - لكنك إدا وصلت القراءة لا تمد كما لو قرأت "لإيلاف قريش .إيلافهم رحلة الشتاء و الصيف. فليعبدو رب هدا البيت" الخ دون مد لأنك وصلت القراءة و لم تقف.
و* المد اللازم في الكلمة:و هو الدي يمد دائما ست حركات و يكون مخففا أحيانا لعدم الإدغام فيكون مدا مخففا عندما يقع بعد حرف المد حرف ساكن غير مشدد في كلمة مثل : "ءآلأن"فاللام هنا ساكنة بعد المد فيخفف.
و يكون مدا مثقلا عندما يقع بعد حرف المد حرف مشدد في الكلمةمثل : "و حآجه قومه"

و يمد ست حركات و هو للفرق بين الاستفهام و الخبر, و هو في أربعة مواضع في القرآن الكريم هي قوله تعالى :"قل ءآلدكرين حرم أ/ الأنثيين" و قد دكرت هده الآية مرتين في سورة الأنعام و في قوله تعالى:"قل ءآلله أدن لكم" في سورة يونس..
المد في الحروف الواقعة في أوائل السور
الحروف الواقعة في أوائل سور القرآن الكريم محصورة و هي على ثلاثة أقسام , إليك بيانها و حكم كل قسم منها:
- قسم منها ليس فيه مد و هو الألف في مثل :"الم" نقول مثلا : ألف لام ميم فلا تمد كلمة ألف و تمد اللام و الميم
- قسم يقرأ الحرف المرسوم فيها حرفين , ثانيهما حرف مد و هو حروف كلمتي (حي طهر) و مقدار المد حركتان, و يقرأ كل حرف منها هكدا : حا - يا-طا-ها-را- في الكلمات التي تقع فيها هده الحروف في أوائل السور
ج* قسم يقرأ الحرف المرسوم فيها ثلاثة أحرف , وسطها حرف مد , و هو حروف كلمتي (نقص عسلكم) و على هدا يقرأ كل حرف منها هكدا :" نون-قاف-صاد-عين-سين-لام-كاف-ميم-" و مقداره المد فيها ست حركات إلا العين فتمد أربعا أو ست

بعض الحروف يملا صداها الفم , و تسمى أحرف الاستعلاء و التفخيم , و هي سبعة أحرف(خ-ص-ض-غ-ط-ق-ظ)
فهده الحروف تفخم بطبيعتها عند النطق بها:
و ما عدا هده الحروف السبعة ترقق عند النطق بها و تسمى أحرف الأستفال
درجات التفخيم خمسة أعلاها إدا كان الحرف مفتوحا ممدودا قال
تليها إدا كان الحرف مفتوحا فقط قولا
تليها إدا كان الحرف مضموما قلن
تليها إدا كان الحرف ساكنا بقلها
تليها إدا كان الحرف مكسورا قيل
إلا أن بعض الحروف تفخم أحيانا و ترقق أحيانا أخرى كاللام و الراء: فاللام كما في لفظ الجلالة "الله" تفخم إداوقع اللفظ بعد فتح أو ضم مثل : "ختم الله"
و ترقق إدا وقعت بعد كسر مثل : "بسم الله"
أما الراء فإنها تفخم في الحالات الأتية
*1 إدا كانت مفتوحة أو مضمومة
*2أو ساكنة و سبقها ضم أو فتح
3* و كدلك إدا جاءت ساكنة بعد همزة الوصل مطلقا
4* إدا كانت ساكنة و سبقها كسر أصلي متصل بها و لحقها حرف استعلاء غير مكسور في الكلمة نفسها
و ترقق الراء في الحالات التالية:
-إدا كانت مكسورة
-إدا كانت ساكنة بسبب الوقف و سبقتها ياء ساكنة
-إدا كانت ساكنة و سبقها كسر أصلي متصل و لم يلحقها استعلاء غير مكسور (مضموم أو مفتوح)
- إدا جاء بعدها ألف ممالة

هي إهتزاز مخرج الحرف الساكن عند خروجه , حتى يسمع له نبرة قوية , و حروفها خمسة مجموعة في قولك (قطب جد), و تكون أقل قوة إدا جاءت في وسط الكلمة,و قوية إدا جاءت ي أخرها ووقفنا عليها

قال تعالى :"فإدا قرأت القران فاستعد بالله من الشيطان الرجيم" النمل98
فلكل قارىء أن يفتتح تلاوته بالاستعادة , ثم بعدها البسملة في أول كل سورة , إلا سورة التوبة فلا يبسمل في أولها ’ بل يتعود فقط , و في حالة البدء بالقراءة خلال السورة فله أن يتعود فقط, و إن شاء بسمل بعد التعود , أو اكتفى به
لكن يحسن أن يبسمل بعد التعود , خلال السورة إدا رأى دلك أفضل و أنسب

ينقسم كل من الابتداء و الوقف إلى جائز و غير جائز و قبيح و يتوقف دلك على مراعاة المعنى , و إرتباطه بما قبله أو بما بعده ,

الابتداءالجائز في الترتيل:و هو الابتداء بكلام مستقل في المعنى عما قبله و غير الجائز : هو الابتداء بكلمة متعلقة بما قبلها لفظا و معنى, كالابتداء بقوله "نصر الله و الفتح" و يترك"إدا جاء"
أماالابتداء القبيح , فهو الابتداء بكلمة تؤدي معنى غير المراد من الاية
و هكدا دون تفكر أو تأدب مع كلام الله و معانيه.

و الوقف الجائز يكون على ما يؤدى معنى صحيحا , مثل فواصل الأيات ,أو عند انتهاء معنى و ابتداء أخر ,لأن مراعاة المعنى هي الأصل في الوقف و الابتداء , ويتوقف على الحرف الأخير بالسكون كما في معظم فواصل سورة النبأ,إلا عند التنوين المنصوب فيوقف عليه بالالف
أما الوقف القبيح فهو الوقف على مالا يؤدي معنى صحيحا
أما الوقف غير الجائز فهو الوقف على كلمة توهم معنى يخالف المراد و العياد بالله
كما لا يتعسف في الوقف مثلا فيقول "وارحمنا أنت" و يقف و لايصلها بما بعدها"أنت مولانا فأنصرنا"
و هكدا لابد من مراعاة المعنى عند الابتداء و الوقف , تأدبا مع كلام الله

السكت قطع القراءة ووقف النفس بمقدار حركتين في أربعة مواضع بالقرآن الكريم و هي:
بعد"عوجا" في قوله "عوجا قيما" سورة الكهف
و بعد"مرقدنا" في قوله تعالى"من مرقدنا هدا" يس
و بعد "من" في قوله تعالى"و قيل من راق"القيامة
و بعد"بل"في قوله تعالى "كلا بل ران على قلوبهم" المطففين